ثقافة اللمسات الأخيرة لمسرحية "السقيفة" لحافظ خليفة قبل جولتها العربية
تتواصل التحضيرات بكل جدية من أجل وضع اللمسات الأخيرة لمسرحية "السقيفة" نص بوكثير دومة واخراج حافظ خليفة والمسرح في طياتها تضم الكشف عن أحداث وكواليس حادثة سقيفة بن ساعدة التي كثيرا ما أثارت الجدل وأسالت الحبر ودفعت الجميع إلى التساؤل حول حقيقة ما جرى إثر وفاة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بحضور عدد من الصحابة والمهاجرين والأنصار.
واستنادا إلى عديد المراجع الدينية السنية منها والشيعية وإلى ثقاة في الفقه الديني انطلق بوكثير دومة في إعادة إحياء الحادثة التي منها تكونت النواة الرئيسية الأولى للفتنة الكبرى في الإسلام .
يشارك في هذا العمل الضخم المدعوم من وزارة الثقافة كل من عبد الرحمان محمود و المنجي بن ابراهيم وحمادي المزي وكمال العلاوي وبشير الصالحي وتوفيق الخلفاوي ونورالدين العياري وأيمن بن عمر وثرية البوغانمي وصبرين السبوعي.و في الملابس أمال الصغير بلحسن. وينتظر أن تشارك مسرحية "السقيفة" في عديد المهرجانات العربية منها بغداد واربيل والامارات والمغرب.
اثر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اجتمعت الصحابة والأنصار لتتدارس الأوضاع السياسية والاجتماعية وخلافة المسلمين. وفي هذا الإطار تكمن طرافة العمل وجدية الطرح من خلال هذا الاجتماع التاريخي للسقيفة الذي حدد مصير المسلمين والذي انطلقت منه الفتنة الكبرى.
ولئن يعتبر الطرح ظاهريا فانتازيا تاريخية إلا أنه في عمق تناوله السياسي والاجتماعي يطرح ألف سؤال حول مدى تطابق هذه الأحداث بالواقع السياسي الراهن وما تحفه من دلالات ورموز حول التكالب على السلطة والرغبة في بناء كيان سياسي لدولة جديدة تحكمها المصالح الفردية الضيقة.
العمل ليس تأريخ للواقعة بقدر ما هو قراءة رمزية حيادية تطرح تساؤلات عدة وتعطي العقل حرية التفكير والعمل في حد ذاته مغامرة فنية بكل ما في الكلمة من معنى إذ سيتم تجسيد ابو الصديق وعمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب وأبو سفيان على الركح بعد أن تم تجسيدهم في الأعمال التلفزيونية والسينمائية وقد تم الاستعانة بعدد من المراجع لبناء العمل المسرحي ومنها «الفتنة» للدكتور هشام جعيط و«العصبية والدولة» للدكتور محمد عابد الجابري و«السقيفة والخلافة» للدكتور عبد الفتاح مقصود وغيرها.
